مشروع الإقراض لتملك الأراضي والمنازل

بنك التسليف يعتمد غدا مشروع الإقراض لتملك الأراضي والمنازل

عبدالله عبيدالله الغامدي - الرياض

يعتمد مجلس إدارة البنك السعودي للتسليف والادخار في اجتماعه غدا مشروع تقديم قروض للمواطنين لتملك الأراضي والمنازل. ويتعاون البنك في المشروع المقترح مع جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري لتوفير الأرض، فيما تنفذ الجمعية أعمال البناء للمساكن وتسلمها للبنك الذي يتولى إدارتها. وأوضح مدير البنك عبدالرحمن السحيباني لـ «عكاظ» أن المشروع انتهت دراسته، ويحتاج لموافقة مجلس الإدارة، مبينا أنه يهدف إلى مساعدة شريحة كبيرة من المواطنين ممن لا تتوفر لديهم السيولة المالية الكافية لبناء منزل؛ بحيث يمكنهم من تحويل المبالغ التي يدفعونها سنويا لإيجارات مساكنهم إلى تملك منازل يتم سداد قيمتها وفق أقساط ميسرة. وكانت إحصائيات سابقة أكدت الحاجة لبناء 800 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل، وأوضحت أيضا أن أكثر من 6500 أسرة تعيش في منازل لاتتجاوز مساحتها 80 مترا مربعا. وأشارت هذه الدراسة إلى أن منطقتي مكة المكرمة وجازان من أكثر المناطق من حيث انتشار المساكن الشعبية ، وأنه من بين 2.7 مليون مسكن تعيش فيها الأسر السعودية يوجد 841 ألفا تمثل بيوتا شعبية من الخيام ، العشش ، وغيرها. يذكر أن بنك التسليف و الادخار تأسس في عام 1393 هـ ووصل رأسماله إلى 6 مليارات ريال، ووجه خادم الحرمين الشريفين مؤخرا بإيداع 10 مليارات لدعم برامج ومشروعات البنك. ووصل عدد المستفيدين من قروض البنك حتى نهاية عام 1429 هـ 784 ألف مستفيد بقيمة مالية تجاوزت 10 مليارات ريال .

 

معنى القرض لشراء أرض


حين شرع صندوق التنمية العقارية في إقراض المواطنين الذين يتطلعون إلى بناء مساكن لهم أسس مشروعه على أن المواطن يمتلك أرضا ولا يقف عقبة في وجهه غير توفير تكلفة ما يبني به مسكنا على تلك الأرض، وعلى الرغم من أن أسعار الأراضي لم تكن تشكل أزمة كبرى آن ذاك إلا أن اقتصار صندوق التنمية العقارية على الإقراض للبناء فقط أدى إلى حرمان كثير من المواطنين من الاستفادة من مشروع الإقراض في الوقت الذي ضاعف عجزهم عن توفير الأرض إحساسهم بالخسارة، خاصة أن الإقبال على شراء الأراضي بغية الاستفادة من فرصة القرض أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الأراضي حتى كاد يصبح من المستحيل على المواطنين ذوي الدخل المحدود أن يشتروا أرضا فضلا عن أن يتمكنوا من إقامة منزل عليها.

في هذا الإطار يمكننا أن نتفهم مدى أهمية الخطوة التي سيتخذها بنك التسليف حين يوسع فرص الاقتراض لتشمل شراء الأرض وإنشاء المسكن وبذلك يتجاوز المأزق الذي وضع صندوق التنمية العقارية نفسه والمواطنين فيه، وأن يحقق العدالة في إتاحة الفرصة لمن ينوي شراء أرض ومن ينوي بناء بيت في آن واحد وهو الدور الذي كان من المتوقع أن ينهض به صندوق التنمية العقارية حين بدأت أزمة الحصول على أرض في الظهور.

وإذا كنا ندرك مدى الارتفاع الذي بلغته أسعار الأراضي في مختلف المدن وخاصة الكبرى منها فإن من المتوقع أن يراعي بنك التسليف هذه المسألة عند الإقراض بحيث لا يصبح القرض عبئا على المواطن الذي يقترض دون أن يمكنه قرضه من تحقيق حلمه بشراء أرض يقيم عليها المنزل الذي يحقق حلمه ويخفف عن كاهله دفع الإيجارات التي باتت ترهق كثيرا من المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود منهم.

 

بارك الله فيك